دراسة التاريخ بمنهجية الإسلام حق.. فأين
الحمد لله والصلاة والسَّلام على رسول الله، محمَّد - صلَّى الله عليه وسلَّم - وبعد:
إنَّ تطبيق المنهج العلمي الإسلامي لدراسة التاريخ يعدُّ وقفة مصالحة مع التَّاريخ، وقد استخدمت كلمة مصالحة لما وجدت من فارقٍ كبير في طريقة فهْمنا وأسلوب دراستِنا لوقائع وأحداث التَّاريخ، وبين المنهج العلْمي الَّذي خطَّه لنا علماء التَّاريخ الإسلامي، والذي ينبغي أن تُدرَّس مادة التاريخ الإسلامي في ضوئه.
بل هناك فارق كبير بين دورنا الحالي تجاه هذا التَّاريخ، وبين ما يجب عليْنا نحوه بالفعل؛ فالعلوم التاريخية ينبغي أن يُعاد تسطيرها، بحيثُ توضح أهداف الأمَّة الإسلاميَّة التي حدَّدها القرآن والسنَّة النبويَّة كرسالة حياة، وأداء أمانة أرادها الله - تبارك وتعالى - لهذه الأمَّة.
وإن كان ضمير العالم الإسلامي ينبغي أن يَستفيق ويصحو في مختلف المناحي، فإنَّ من أهمِّ هذه المناحي صرخاتٍ لا بدَّ أن تنبعث من أعماق التَّاريخ، نوقظ بها ذلك الضَّمير، لكن هذه الصَّرخات إن لم نثق أنَّها كانت صيحات حقٍّ ونورٍ من أئمَّة وأعلام هدى، فلا خيرَ فينا ولا فيما ندعو من أجله.
ولن يحدث ذلك إلاَّ بمراجعات في قراءة التَّاريخ